top of page

المسجد الحرام

 

المسجد الحرام هو أعظم مسجد في الإسلام ويقع في قلب مدينة مكة في الحجاز غرب المملكة العربية السعودية، تتوسطه الكعبة المشرفة التي هي أول بيت للناس وضع على وجه الأرض ليعبدوا الله فيه تبعاً للعقيدة الإسلامية، وهذه هي أعظم وأقدس بقعة على وجه الأرض عند المسلمين. والمسجد الحرام هو قبلة المسلمين في صلاتهم. سمى بالمسجد الحرام لحرمه القتال فيه منذ دخول النبي المصطفى إلى مكة المكرمة منتصرا ويؤمن المسلمون أن الصلاة فيه تعادل مئة ألف صلاة. ذكر القرآن "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ ".

 

والمسجد الحرام هو أول المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال. فقد قال نبي الإسلام محمد: لا تُشَدُّ الرِّحَال إلاَّ إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى.

 

تاريخه

 

قبل الإسلام

 

حسب الاعتقاد الإسلامي، يرجع بناء الكعبة إلى عهد آدم الا انها دمرت عبر السنين ولم يبقى مكانها شيء إلى أن اوحى الله إلى إبراهيم بمكان البيت. ذكر القرآن: (وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئاً وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود).

 

وهـكذا أمر الله إبراهيم ببناء البيت الحرام وذكر القرآن الكريم بناء إبراهيم وابنه إسماعيل للكعبة. ولقد جاءه جبريل بالحجر الأسود ولم يكن في بادئ الأمر اسود بل كان أبيضاً يتلألأ من شدة البياض وذلك لقول الرسول محمد (الحجر الأسود من الجنة وكان أشد بياضا من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك) حديث.

 

ثم أعيد بناء الكعبة في عهد قريش، بعد عام الفيل بحاولي ثلاثين عاماً بعد أن حدث حريق كبير بالكعبة نتج عن محاولة امرأة من قريش تبخير الكعبة فاشتعلت النار وضعف البناء ثم جاء سيل حطم أجزاء الكعبة فأعادت قريش بناء الكعبة.

 

عصر الرسول محمد

 

بعد أن فتح الرسول محمد مكة أزال ما كان على الكعبة من أصنام، وكان يكسوها ويطيبها، ولكنه لم يقم بعمل تعديل على عمارة الكعبة وما حولها كما لم يرجع الكعبة إلى سابق عهدها في أيام إبراهيم.

 

عهد الخلفاء الراشدين

 

بقي المسجد الحرام على حاله طوال خلافة أبو بكر—ثم العام السّابع الهجري، شعر عمر بن الخطاب—بحاجة المسلمين إلى توسعة المسجد الحرام بعد أن زاد عدد الحجاج إلى المسجد الحرام سنوياً فاشترى البيوت المجاورة للمسجد، ووسّع بها ساحة المطاف وجعل لها أبوابًا يدخل الحجّاج والمعتمرون منها للطّواف حول الكعبة المشرفة.وكان عمر هو أول من أخر مقام إبراهيم عن جدار الكعبة فقد كان ملاصقاً فيها وذلك ليسهل الطواف وحماية لمقام إبراهيم . ثم في عهد عثمان بن عفان—سنة 26 هـ، قام عثمان بتوسعة المسجد مرة أخرى كما بنى للمسجد أروقة وكان أول من بنى للمسجد الحرام أروقة.

 

يؤمن المسلمون أن المسجد الحرام هو المكان الذي أُسريَ بالنبي منه إلى المسجد الأقصى كما جاء في سورة الأسراء في القرآن:"سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ".

 

مرافق المسجد الحرام

 

الكعبة المشرفة, حجر إسماعيل, بئر زمزم, مقام إبراهيم, الصفا والمروة, المطاف والمسعى ,الحجر الاسود.

 

عملية البناء

 

تم بناء الحرم في القرن السابع وجرى تعديله، وإعادة بناؤه، وتوسيع نطاقه على نحو منتظم منذ ذلك الحين. التوسيعات الرئيسية حدثت في الثمانينات ولا يزال العمل مستمر الى اليوم.

تم تأسيس بدايات المسجد الحرام في عهد الخليفة عمر ابن الخطاب (634-644). وأمر الخليفة بهدم المنازل حول الكعبة وذلك لاستيعاب العدد المتزايد من الحجاج، ثم بنى جدار بعلو 1.5م لإحداث منطقة صلاة في العراء حول الضريح.

وفي عهد الخليفة عثمان ابن عفان (644-656)، تم توسيع منطقة الصلاة وتغطيتها بسقف مدعوم بأعمدة وأقواس خشبية.

في عام 777، جرى إعادة بناء رئيسية للمسجد الحرام في عهد الخليفة العباسي المهدي  (775-785) لاستيعاب عدد الحجاج المتزايد. وتم هدم المسجد الموجود مع مزيد من البيوت في المنطقة وبناء مسجد جديد مكانه. جرى البناء على مساحة 196 بـ 142 م، على شبكة من أعمدة من رخام جُلبت من مصر وسوريا مزينة بخشب الساج المطعم بالذهب. ويضم مسجد المهدي ثلاث مآذن، موضوعة فوق باب السلام، وباب علي، وباب الوادي.

بين عامي 1955 و 1973، اطلقت أولى التوسيعات التي حدثت في ظل الملوك السعوديين من قبل الملك عبد العزيز (1932-1953). وكجزء من التجديدات، تم توسيع رواق المساء الذي يربط صخرة الصفا مع المروةليصل الى المسجد. يتكون التوسيع من طابقين مبنيين من اقواس الإسمنت المقوى مغلّف بالرخام المنحوت والحجر الإصطناعي، التي تصل بين الشارع والمسجد عبر إحدى عشر باباً.

ولقد حدث توسيع رئيسي برعاية الملك فهد (1982-الى الوقت الحاضر) وتألف من جناح جديد ومنطقة صلاة في العراة الى الجهة الجنوبية الشرقية من المسجد. في هذا الجناح الذي يتألف من طابقين يتوزع تكييف الهواء تحت الطوابق المبلطة والتي يتم تزويدها عبر شبكات تهوئة موجودة عند قاعدة كل عامود. تمتزج واجهة التوسعات مع البناء السابق، برخام رمادي جبال فاطمة ومنحوتة بحزام من الرخام الأبيض. وتتألف بوابة الملك فهد التذكارية من ثلاث أقواس مزينة برخام ابيض منحوت، ويحيط بها مئذنتان جديدتان تطابقان المآذن القديمة. والنوافذ مغطاة بمشربية نحاس وحولها إطار من الرخام الأبيض المنحوت. والبوابات الفرعية تحتوي على قبب منحدرة من القرميد الاخضر .

© 2015 ALI BOUKAROUI 

  • Icône de l'application Facebook
  • Google+ classique
bottom of page